نسرين العسال
نسرين العسال


نسرين العسال تكتب: سمية والفيشاوي

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021 - 12:31 ص

أسعدني الحظ مشاهدة حلقة من برنامج السيرة تقديم الإعلامية وفاء الكيلاني، ولمن لايعرفه فهو برنامج تدور فكرته حول عرض فيلم تسجيلي يسرد فيه سيرة الفنان أو الفنانة منذ نشأته حتى الآن، يتخلله جميع المواقف والعقبات التي واجهته وكان لها دور في تشكيل شخصيته، إلى أن أصبح فنانا مشهورا ومحبوبا لدى الجمهور.

 

وبالصدفة البحتة شاهدت هذا البرنامج وكانت ضيفة الحلقة الفنانة سمية الألفي، والتي تحدثت بكل عفوية وطلاقة وصدق عن حياتها الفنية والخاصة، وبالطبع كان الحديث لا يخلو من سيرة الفنان الراحل فاروق الفيشاوي انجذابي نحو المشاهدة ليس بغرض التسلية أو إضاعة الوقت ولا حتى مرور الكرام.

 إنما استوقفتني مشاهدة الفنانة المحترمة ومعاناتها طيلة حياتها فوجدت أمراة وزوجة مصرية تحملت الكثير من خيانة زوجها على حد قولها ، وأمام كل واقعة خيانة رسخت بداخلها كانت سرعان ما تعفو وتصفح عنه حتى تبدأ معه صفحة جديدة  إلى أن طفح بها الكيل مع عدم أستطاعتها تحمل هذا الكم الهائل من الخيانات، خاصة وأنه كان حبها الوحيد كما ذكرت وبالرغم من أن الفنان الراحل فاروق الفيشاوى انفصل عن الفنانة سمية الالفي إلا أن كانت هناك قوة رهيبة تجمعهما ليست وجود أولاد فقط إنما عشرة السنين والحب والزواج وصداقة عميقة كانت بينهما لا تموحها الأعوام الطويلة ولا الخلافات ببساطة، كما ذكرت الفنانة سمية الالفى أنها تعلمت أيضا الكثير من الفنان فاروق الفيشاوى الزوج والمثقف والفنان وهذه كانت المعاناة الأولى.

 

أما المعاناة الثانية بالنسبة لها كانت أثناء اشتداد المرض على الفيشاوي، حين أصبحت لاتفارقة ،وبالرغم من ذلك صرحت للمذيعة وفاء الكيلاني فى الحلقة أنها ندمت كثيرا على عدم أعطاء الفيشاوى حقه من الاهتمام والاعتناء به كما يجب أثناء رحلة مرضه، بل كانت تتمنى أن يعودا إلى بعضهما البعض حتى تظل بجانبه طوال العمر، أثناء استماعي لهذا الحديث شعرت داخليا بمدى أعجابى الشديد بهذة المرأة، خاصة حين لمست مدى الوفاء والاخلاص اللذان ينبعان من داخلها تجاه الفيشاوى، على الرغم من كل ماحدث بينهما والذى كان حديث المجتمع الفنى آنذاك ،ولكن عمق أصالة المرأة والزوجة المصرية التى تتجسد فى سمية ظلت تقف بجانبه، وإذا تحدثت عن الفنانة سميىة الألفي من الناحية الفنية أجدها حقا فنانة جديرة بالاحترام، فمن منا يتذكر لها مشاهد ساخنة أو أعمال تخجل منها، الحقيقة أننا نذكر لها جميع الأعمال الفنية التى قامت بها وجميعها غاية في الرقي، وهي بالفعل قد صرحت بأنها كانت قبل الموافقة على أى  عمل فنى، كانت تضع نصب أعينها الجمهور و تحكم على العمل  اذا كان يرتقى للمشاهدة أم لا ؟ لأن على حد قولها الفن لم ينسيها تربيتها ونشأتها وسط أسرة محافظة، وكانت تقول أتمنى أن أحظى دوما باحترام الجمهور حتى بعد وفاتي أود أن  أترك ذكرى طيبة خاصة وقالت بآسى إن الموت قريب وليس بعيد، وأضافت أنها فقدت جميع أسرتها ولم يتبقى إلا هي، وتتمنى من ربها الستر والصحة حيث أنها تعانى من الانزلاق الغضروفي منذ أعوام مما جعلها تتعاطى أدوية تحتوي على الكورتيزون الذي أكسبها زيادة كبيرة في الوزن.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة لماذا لم يوجد مثل هذا النموذج الآن من الرقي والسلوك الأخلاقي الحسن؟  خاصة على المستوى الفني ولذلك أراها نموذج للفنانة القدوة التي صابرت وعانت ولم تقبل أعمال متدنية، فكم من فنانات ندمن على أعمالهن الفنية السابقة، وفى تصريحات لهن يقولن إذا رجع بى الزمن للوراء بالتأكيد كنت رفضت هذة النوعية ،لكن الفنانة سمية الألفى بالفعل حرصت على الانتقاء بعناية منذ بدايتها الفنية وأحترمت ذاتها وفنها ،على الرغم من أنها كانت جميلة ولم ينقصها شىء مثل كثيرات، وان كانت أفضلهن فى ما تملكه من موهبة وأحساسا و أداء ،خاصة وأن  بعضهن  اعتمدن على جمالهن بالأكثر، وختاما الفنانة سمية الألفى بجانب كل هذا  إمرأة لم تتلفظ بأي كلمة تسيء بها لطليقها الراحل فاروق الفيشاوى الفنان القدير وهذا قمة الوفاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة